لا شك أن مديري المواقع الإلكترونية بتعدد تصنيفاتها ومضامينها، يسعون إلى رفع مستوى الوصول الجماهيري إلى صفحاتهم، الأمر الذي يستلزم منهم اتباع الكثير من الأساليب التي يمكن أن تساعدهم في تحقيق الهدف المرجو.
ويعدّ المحتوى الفيروسي أو Viral content واحدًا من تلك الأساليب التي تختصر الكثير من الوقت والجهد في عمليات الترويج، إذ يطلق مصطلح الفيروسية على مدى الانتشار السريع لأي محتوى على الشبكة العنكبوتية عن طريق حجم التفاعل والمشاهدات (معايير قياس التأثير والانتشار).
وإن كان المحتوى الفيروسي عادةً ما يرتبط اليوم بالتسويق الرقمي والترويج للعلامات التجارية -فوفقًا لمدونة حاسبات فقد استُخدِم مصطلح الاستراتيجية الفيروسية لأول مرة في التسويق عام 1995- إلا أنه يمكن تسخير تلك التقنية في عالم الصحافة وما يرتبط به من مواقع وأنشطة، ولكن كيف يمكن أن يحصل ذلك؟
للإجابة عن السؤال السابق، قابلت شبكة الصحفيين الدوليين صانع المحتوى والمسوق الإلكتروني أحمد رضوان، الذي أشار في بداية حديثه إلى أنّ تقنية Viral content تستمد فكرتها من عدوى الفيروسات التي قد تصيب أجهزة الحاسوب وتنتشر هنا وهناك من دون أي يبذل صانع الفيروس أي جهد يذكر.
وقال رضوان: "المحتوى الصحفي والأفكار التي نقدمها يمكن أن تنتشر كالنار في الهشيم، إن أتقنَّا عملية صناعتها واستثمرنا منصات التواصل لصالحنا لكونها تعد البيئة الخصبة للمحتوى الفيروسي بما توفره من خصائص تفاعلية غالبًا لا تتوفر بقدر عالٍ من الحيوية داخل المواقع الإلكترونية".
وهل يمكن تطبيق المحتوى الفيروسي على مختلف أشكال ومضامين الإنتاج الصحفي؟ يجيب عن ذلك رضوان: "نعم بما يشمل الأخبار اليومية والقصص والتحقيقات، وأيضًا الأشكال والصور والفيديو والقصص الرقمية والإنفوجرافيك، وكذلك البودكاست ورسوم الكاريكاتير، إلا أن الأمر يرتبط بكيفية تقديم ذاك المحتوى".
أما أهم الأسس التي يجب اتباعها للوصول إلى محتوى فيروسي ناجح، فهي خمسة:
ينبغي لصانع المحتوى معرفة أهم القضايا التي تشغل الجمهور (محتوى ذو حاجة)، ويعمل عليها جيدًا بدون تحريف أو تضخيم.
إذ لم يستطِع تقديم محتوى ذي حاجة جماهيرية، فيجب الحرص على طرح محتوى حصري قوي أو غريب أو مثير للعواطف وذي قيمة مضافة.
الدراية بخوارزميات النشر على منصات التواصل بعد معرفة أين يوجد جمهور موقعك، مع الإشارة إلى أن الخوارزميات قابلة للتحديث بين الحين والآخر، لذا يجب الاطلاع الدائم عليها.
وبموازاة ذلك من الأهمية مراقبة خوارزميات محركات البحث لكونها تُحدَّث يومًا بعد يوم.
صناعة محتوى دراماتيكي، يتميز بالحيوية والتفاعلية ويكسر رتابة العملية الاتصالية القائمة على المرسل والوسيط والمتلقي.
وعلى النقطة الأخيرة، يعلق رضوان بالقول: "من علامات نجاح المحتوى الفيروسي أن المتلقي يتحول تلقائيًّا إلى وسيط لنشر المحتوى، فينشره على صفحته ويعيد مشاركته لأصدقائه، من دون أي يدفع المرسل له شيئًا، لذلك المحتوى الفيروسي قليل التكلفة، ويدخل تلقائيًّا في دوامة من الانتشار التلقائي".
أما أبرز مضامين صناعة المحتوى الفيروسي، فهي:
التزام أسس الكتابة (سلامة النص إملائيًّا ونحويًّا، ووضوح المعنى والفكرة، والتسلسل المعلوماتي المرن، ...).
الحرص على تحويل المضمون من محتوى سردي إلى تقديم معلومة مباشرة أو إيجاد حل لمشكلة، أو إثارة التحفيز، أو الدفع نحو إبداء رأي، وكذلك يمكن تقديمه على هيئة قوائم.
اختيار الوقت المناسب لنشر المحتوى وترويجه على المنصات، مع التأكيد أن لكل منصة أسلوبًا وتوقيتَ نشرٍ يختلف عن الأخرى، فما يصلح لفيسبوك لا يصلح للنشر على انستجرام، واستهداف فئة الشباب يختلف عن استهداف ربات البيوت.
تضمين النص للمؤثرات البصرية الفنية كالصور والفيديو والرسوم البيانية وكذلك الإنفوجرافيك والإنفوفيديو وما شابه ذلك من أشكال المحتوى الرقمي.
إن كان المحتوى النصي طويلًا (يفوق 1500 كلمة) فيجب الحرص على الغزارة المعلوماتية -بعيدًا عن الحشو والسرد الممل- ووضع عنوان مشوق وتقسيم النص إلى عناوين فقرات، وأيضًا تنويع العناصر البصرية بهدف عدم جعل المحتوى كتلة نصية (خرسانية).
إضافة الوسوم التعريفية (#الهاشتاج) عند نشر النص أو الصورة، فذلك سيزيد من نسبة إعادة مشاركة المحتوى بمعدل (3) أضعاف.
الاهتمام بكتابة محتوى طويل الأجل، يمكن إعادة مشاركته على المدى البعيد، ما يديم عملية الانتشار الفيروسي له.
ووفقًا لمنصة BuzzSumo المهتمة بالتسويق بالمحتوى، فقد جاء المحتوى النصي المقدم على هيئة السرد النقطي بالمرتبة الأولى من حيث المحتوى المفضل عند الجمهور، ثم جاء الإنفوجرافيك والصور والفيديو.
وأخيرًا يشار إلى أن من التحديات التي تواجه صانعي المحتوى الفيروسي صعوبة قياس نتائجه، وفي الوقت ذاته يوسع من القاعدة الجماهيرية للموقع الإلكتروني ويولد زوارًا جددًا حتى وإن كانت منصات التواصل هي ساحة الانتشار.
add_comment ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق